لا تنزعج أبدا إن وصفوك بالإنطوائية فهناك هجمة شرسة في العصر الحالي لا هم لها سوى التنظير والحديث عن الشخصية وكمال الشخصية والشخصية القيادية والشخصية الملهمه والشخصية الناجحة وكل هذا أمر جيد بالفعل ولكن المفاجأة الكبرى أن هذه الإنجازات الكبرى تأتي من أصحاب الشخصية الإنطوائية أكثر بكثير جدا من الشخصية الإنبساطية ولعدة أسباب.
1- الشخصية الإنطوائية تحب العزلة والتفكير المنفرد ونحن هنا نسأل بشكل بديهي هل تكون أكثر إبداعا وإبتكارا وأنت تجلس وحدك في هدوء بعيد عن الضوضاء أم عندما تكون وسط الناس وهذا بالضبط ما يجعل الشخصية الإنطوائية أكثر إبداعا من غيرها فهي قادرة على صنع جو هادئ قادر على التفكير براحة وسلاسة.
2- الشخصية الإنطوائية تتمتع بأنها ليست مجبرة أن تتصنع وجها ليس فيها حتى تكون إنبساطية وإجتماعيه مع الناس وهذا ما يجعل الإنطوائيين أبطالا حقيقيين فهم لا يتصنعون الوجوه ومباشرين جدا مع الناس ويتمتعون بوضوح غير عادي وغير متلونين كما أنهم لا يجبرون أنفسهم ولا يسمحون لأنفسهم في الأصل بأن يتصنعوا من أجل الأخرين.
3- الإنطوائيون في الحقيقة لا يجدون أشخاص يتمتعون بالذكاء الكافي الذي يسمح لهم بالإنخراط معهم بشكل إجتماعي وهذا عكس ما يظنه البعض أن الإنطوائيين أغبياء أو خجولين بصورة زائدة بل على العكس هم أكثر ذكاءا لذلك لا يجدون مكان لأنفسهم بين الناس.
4- الإنطوائيون أبطال حقييقيون فهم ليسوا في حاجه للإجتماع مع الناس حتى يشعروا بالأمان أو أنهم أشخاص مقبولين أو أن لديهم رصيد من القبول لدى الناس فهم أغنياء جدا بأنفسهم وليسوا في حاجة إلي الناس كي يثبتوا لهم أي شئ.
5- ثقة الإنطوائيين بأنفسهم لا حدود لها فهم ليسوا في حاجه لتبرير ولا توضيح أسباب كما أنهم يكتفون بأنفسهم ولا يهمهم تقدير الأخرين ولا نظرتهم لهم ولا كيف يفكرون بهم ثقة كسرت كل الحدود.
6- الغموض الشديد الذي يحيط بها يجعلهم نجوم في عقول من يهوى التعارف مع الأشخاص الغير عادية فالإنطوائي هو الشخصية رقم واحد (مش محمد رمضان طبعاً) التي تجذب الجميع نحوها بسبب تلك الهالة من الغموض التي تحيط بها.
7- على عكس التوقعات في أن العصف الذهني وجمع الأفكار قد ينتج بفكرة قوية تستطيع حل المشكلات التي تواجه الإدارة العامة لأي كيان مؤسسي فإن الحلول الفردية كانت هي الأكثر قوة ومنطقية والأفضل إيجادا للبدائل والمقترحات وليس العصف الذهني وإطلاق الأفكار فقد أثبتت الدراسات العملية عكس ذلك الإعتقاد كما ذكرت الدكتورة الأمريكية سوزان كين في كتاب الهدوء.
ليست هناك تعليقات: