( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) إستنباط جديد لأسباب التكرار بسورة الرحمن

مساحة إعلانية

( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) إستنباط جديد لأسباب التكرار بسورة الرحمن

Khaled Banoha 7:49:00 ص


اليوم نقدم لكم إستنباط جديد لم يسبق لأحد قد ذكرة في الأسباب أو الحكمة من تكرار هذه الأية العظيمة في سورة الرحمن والتي وصل عدد مرات تكرارها إلي 31 مرة فهل كان السبب خلف التكرار فقط لتأكيد المعنى دعونا اليوم نستعرض معكم مجموعة من الإستنباطات الجديدة لأسباب التكرار.

1- إظهار الغضب الشديد لرب العباد

ونحن هنا نتدبر هذا المعنى بناءا على تصور الحياة الإنسانية العادية ولكن مع إعتبار أن لله المثل الأعلى فلو أنك مثلا قد حذرت صديق لك من عدم فعل أمر ما ولكن صديقك هذا خالف نصيحتك له وغضبت  غضبا شديدا لهذا الإهمال وعدم تقدير أهمية النصيحة التي نصحتها إياه فتجد نفسك تتحدث معه بغضب شديد وتقول له "قلت لك لا تفعل" ، "قلت لك لا تفعل"، "قلت لك لا تفعل"، وهكذا من شدة غضبك تقوم بتكرار الجمله التي تعاتبه بها وتعترض بشده على مخالفته وعدم إمتثاله لتوجيهاتك بتكرار الجمله  الإعتراضية "قلت لك لا تفعل"، ثم تجد نفسك تتكلم مرة أخرى وتشرح وتعلل وتذكر ثم تكرر الجمله الإعتراضية "قلت لك لا تفعل"، فهذا الأسلوب دلالة قوية على شدة غضبك ، ولله المثل الأعلى فإن هذا التكرار قد يكون تعبيرا شديد اللهجة من الله عز وجل لشدة غضبة وإعتراضه على تكذيب الإنس والجن لألاء الله عليهم رغم كثرتها ووضوحها.

2- المبالغة في التحذير

وهناك معنى أخر قد يكون السبب خلف التكرار الذي رأيناه في سورة الرحمن وهو معنى المبالغة في التحذير ودعنا نضرب لك مثال لو أن والدين يرسلون إبنهم مثلا لشراء أغراضهم من السوق وفي كل مرة يحذر الوالدين إبنهم "إنتبه عند عبور الشارع" ويأخذ الإبن النصيحة مرة وإثنين وثلاثة ورغم أن الإبن قد وعى النصيحة إلا أن الوالدين لا يكفان عن تكرار نفس النصحية "إنتبه عند عبور الشارع" ويستمران في التكرار بلا كلل أو ملل من تكرار النصيحة والتحذير وهنا يصل الإبن إلي مرحلة من الضيق والحنق من كثرة التحذير وتكرار التحذير إلا أن الوالدين رغم شعورهما بضيق وملل الإبن وحنق من تكرار النصحية إلا أنهم لا يكلون ولا يملون من التكرار رغم ما يشعر به الإبن فيكررون عليه النصيحة لأنهم يعلمون أن عليهم المبالغة في تحذير الإبن وتكرار التحذير مهما كلف الأمر وذلك من فرط الحب والخوف عليه ولله المثل الأعلى فالله عز وجل يبالغ مبالغة شديدة جدا في تكرار التحذير وخطورة عدم الإمثتال لأوامره والوقوع في خطر التكذيب مثل شعور الوالدين بالخوف والرحمة بالإبن فيبالغان في تكرار التحذير.

3- دلالة عجيبة من دلائل النبوة

ونحن هنا علينا أن نتصور موقف النبي صلى الله عليه وسلم من أية يتم تكرارها أكثر من مرة في سورة واحده فلو إفترضنا جدلا أنه مدعي نبوه وأنه ليس مرسل من عند الله فهل هناك شخص قد يقدم على مثل هذا الأمر ويقوم بهذا الفعل عندما يرغب شخص كاذب ومدعي نبوة في الإتيان بقرءان معجز كي يبهر الناس ويعجز عقولهم عن الإتيان بمثله هل كان هذا الشخص سيأتي بقرءان يقوم فيه بتكرار نفس الأية 31 مرة في سورة واحدة وهذه الفكرة وهذا التدبر يعد واحدا من أعجب الإستنباطات التي تجلت لنا في البحث عن هذا التكرار العجيب لأية ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) في سورة الرحمن ولكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه وأنه يتلو ما يوحي إليه فهو مستسلم لكلام الله ويتلو أيات الله كما هي دون أي تبديل.


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ تحفيزي