"لأ بطعم الفلامنكو" النسوية بعقلية رجل

مساحة إعلانية

"لأ بطعم الفلامنكو" النسوية بعقلية رجل

Khaled Banoha 9:14:00 ص


شد إنتباهي عنوان الكتاب حيث أنني وجدت عنوان يشبة اللوغاريتمات والأكواد البرمجية فما معنى لأ بطعم الفلامنكو فما أعرفه أن الفلامنكو رقصة ولم يتبادر إلي ذهني أن هناك كلمة مذاقها بطعم الرقص ، أم أنه يقول لأ في حال كونه يرقص مثلا لا أدري ، ولكنني صدمت عندما وجدت كتاب يناقش الفكر النسوي ولكنه على لسان رجل وهو مؤلف الكتاب الدكتور محمد طه ، لذلك سوف أضع بين أيديكم وجهة نظري التي أخذتها من هذا الكتاب.


1 - كتاب موجه للنساء فقط

جرت العادة أن أغلب كتاب الفكر النسوي سواء كانوا نساء أو رجال لا يمانعون أن يناقش كتبهم وأفكارهم غيرهم من الجنس الأخر وهو الرجل والذي من المفترض أن النسوية تطالب بحقها منه على عادة النسويات بالطبع ولكن مؤلف الكتاب الدكتور محمد طه يعترف في كل أبواب وصفحات الكتاب أن الرجال لن يتفقوا معه في أغلب كلامه ووجهات نظرة حول النسوية لأنه في الكتاب لا يناقش الرجال ولكن كل خطابه وتوصياته تتجه نحو النساء فقط وبمعزل كامل عن الرجل.


2 - الرجل خارج معادلة الحلول

وجدت في الحقيقة كتاب ينقاش النسوية بمنتهى الشراسة ولا عجب أن المتحدث هذه المرة هو رجل وليس إمرأة وبطبيعة الأمر أن التفوق الذكوري هو السائد حتى في صميم القضايا النسوية فالرجل يثبت تفوقه على الأنثى حتى في قضاياها ، وقد أثبت الدكتور محمد طه هذا بكل براعه فهو يتمتع بفكر نسوي شرس وأشد قوة من أي نسوية من السيدات ، ولكن المشكلة والعيب الخطير في كتابه أنه أبعد الرجال عن كل الحلول فالرجال ليسوا جزء من أي حل أو نصيحة يوجهها للنساء ، فقط أخذ النساء جانبا وأخذ يوجه لهن النصائح دون أن يكون للرجال أي دور في الإصلاح أو حل المشاكل النفسية والإجتماعية التي تواجهها النساء بل هو ينصح النساء فقط ، مما يجعل كتابه يطرح أفكار لا تعطي حلول حقيقية على أرض الواقع فإن كنت تعطي نصائح للنساء في تعاملها مع الرجل دون أن ترجع للرجل أو تناقش الرجل أو تشركه في الحلول فأنت بذلك تصنع مشكلة أخرى ، فلا يمكن أن تجد المرأة حل لمشاكلها مع الرجل دون أن يكون الرجل جزء من الحل المطروح مما أصاب الكتاب بالعوار الفكري في طرحه.


3 - عنوان تسويقي قوي ولغة عامية ركيكة

لا معنى للكتابه بدون اللغة فأنت من المفترض عند مناقشة الفكر النسوي تناقشة مع الجميع ممن يهتمون بالفكرة والموضوع فهناك راغبين لمناقشة النسوية في كل البلدان العربية فلم جعلت الكتاب بالعامية المصرية فقط وكأنك تتعامل مع سوق مبيعات للكتب وليس رغبة حقيقية في مناقشة الأفكار فلن يستطيع الكثير من العرب التعايش السهل مع الكتاب المكتوب بلغة عامية ركيكة تفقد النص والمعنى لذة اللغة العربية السليمة المفهومة لكل الناطقين بالعربية لذلك كانت هناك صدمة أخرى من كون الكتاب مكتوب بالعامية المصرية ولكن المؤلف أبدع بشدة في عنوان الكتاب والذي يحمل بريق تسويقي متميز.


4 - أفكار حالمة بحلول تصادمية

وهذا هو ما وجدتي أضحك عليه طول الوقت عند قرائتي لصفحات الكتاب فإن أغلب أفكار الكتاب حالمة بعيدة عن الواقع تبشر النساء بالمستقبل الباهر المذهل والأحلام الوردية الرائعة التي تنتظر كل النساء المؤمنات بالأفكار النسوية التي يطرحها السيد محمد طه في كتابه ولكنه لم ينبه النساء أن أغلب هذه الحلول هي تصادميه في الحقيقة مع الرجل ، فلا يخلو كتاب لأ بطعم الفلامنكو من صياغة أحلام وردية مترتبه على القيام بخطوات تحمل في مضمونها الصدام الدائم مع الرجل ، وأنا أسأل أي حياة حالمة تلك المعتمدة على الصدام والصراع مع الرجل ؟.

 

5 - مرجع نسوي بشكل مرتب

وهذه في الحقيقة أبرز النقاط التي لاحظتها في كتاب الدكتور محمد طه أن الكتاب هو مرجع متكامل للفكر النسوي وتم وضعه بشكل كامل ومرتب جمع فيه كل المعطيات التي تخص الفكري النسوي بشكل مكتوب بالعامية المصرية ، وهو ذكاء تسويقي رائع من القائمين على عمل الكتاب من حيث إستهداف الفئة.

 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ تحفيزي