الفكرة العظمى من كتاب فن اللامبالاة

مساحة إعلانية

الفكرة العظمى من كتاب فن اللامبالاة

Khaled Banoha 2:10:00 م

 

 

 يعد كتاب فن الامبالاة محظوظ بالفعل في طريقة إشتهارة وإنطلاقة للعالمية فقد أخذ حظه من الشهرة والعالمية من موقف عفوي للاعب المصري العالمي محمد صلاح في لقطة خاطفة أظهرته وهو يقرأ الكتاب عند إنتظارة لرحلة طيران في أحد المطارات وقد جاهد كثيرا مصممي الجرافيك في تكبير هذه الصورة العفوية حتى يستطيعوا إلتقاط عنوان الكتاب الذي يقرأة محمد صلاح مما إنطلق بهذا الكتاب إلي العالمية.

 

أيضا الكتاب محظوظ لأنه يحتوي على فكرتين عظيمتين تلخص الكثير من معاني الحياة والفكرة الأولى هي أن حلول جميع مشاكلك في هذه الحياة هي عملية إنتقال من مشاكل إلي شكل أخر من المشاكل ولكنك تستطيع العيش مع هذا الجانب من المشاكل دون الجانب الأخر ، دعني أفسر لك الموضوع.

 

لو فرضنا مثلا أنك تعاني من السمنه ثم قررت أن تذهب إلي صالة الألعاب الرياضية للإشتراك بها كي تمارس تمارين الإحماء مع أحد المدربين حتى تتخلص من الوزن الزائد ومن هذه المشكله التي تزعجك  وتؤرق حياتك وتجعلك غير مرتاح مع هذا الوضع وهي بالفعل مشكلة ، على الجانب الأخر ماذا فعلت في نفسك عندما أخذت هذا القرار:

 

1- كلفت نفسك مبلغ شهري من المال للإشتراك في الصالة الرياضية.

2- ستقوم كل يوم بإستقطاع ساعتين من وقتك حتى تذهب للتمارين.

3- ستعاني من ألام التمارين الرياضية وستقاومها بشدة.

4- ستضطر لإلغاء العديد من المواعيد من أجل توفير وقت للتمرين.

5- ستصاب بالإحباط الشديد من بطئ النتائج.

6- ستتخلي عن العديد من الأنشطة التي كنت تقوم بها من أجل هذا النشاط الجديد.

7- ستعيش أوقات طويله تعاني من الجوع تماشيا مع الحمية.

8- ستحرم نفسك من الكثير من المأكولات المحببة إليك.

9- سينتابك القلق من الخوف من التوقف بعد ما قمت به من جهد.

10- ستضحي بالكثير من الوقت الذي كنت تقضيه مع أصدقائك المقربين.

 

والأن !!!

 

ما الذي حدث لقد قمت دون أن تدري بقبول عدد كبير من المشاكل من أجل أن تقوم بحل مشكلة واحدة تسبب لك الألم النفسي والإنزعاج في حياتك ، ودون أن تدري أنت إنتقلت من مشكله إلي مجموعه من المشاكل حتى تستطيع التخلص من هذه المشكله التى ترغب في تجاوزها ، هذه هي الفكرة الأولى بإختصار والذي يعتمد عليها الكتاب في أغلب فصولة.

 

 وعند تأمل هذه الفكرة تجد أنها بالفعل فلسفة في غاية العمق فهذه هي الحقيقة فعلا ، نحن في أغلب محاولاتنا لتجاوز الصعوبات والمشاكل التي نواجهها في حياتنا ونتخذ قرار السعي لإيجاد الحلول لها ، فنحن بالفعل نقوم بالإنتقال من مشكلة إلي مجموعة من المشاكل الأخرى وهذا الإنتقال هو الذي سيسهم في تجاوز وإنهاء المشكلة التي رغبنا في محوها من حياتنا.

 

الطلاق مثلا هو مشكلة ووضع صعب فعند العيش مع شريك مؤلم ومؤذي لك فأنت للأسف تضطر لحل هذه المشكلة لإنتقالك لمجموعة من المشاكل وهي فراق الأبناء والبحث عن منزل جديد والنزاعات القضائية كل هذه الأمور هي مشاكل إنتقلت لها حتى تنهي مشكلة أخرى لا تستطيع العيش أو التعايش معها بوجود هذا الشريك المؤذي والمؤلم لك.


أما الفكرة الثانية فهي تتعلق بالموت حيث أن مارك مانسون مؤلف الكتاب يتعامل مع الموت بمنطقية شديدة جدا ويتعجب كثيرا من عدم تعامل الناس مع هذه الحقيقة الكبرى في حياتنا نحن البشر ، فأنت سوف تموت والوقت المتبقي لك حتى يحدث هذا الأمر وقت قصير جدا ، وأنت تعلم جيدا أنه وقت قصير ، إذا فما الداعي لكي تعطي شخص ما أهمية أكثر من الازم ، أو حفنة من المال أو مجموعة من الأصدقاء أو وظيفة أو منزل أو قرض كل هذه الأشياء التي تزين حياتنا لماذا نعطيها هذا القدر من الأهمية ونحن نعلم أن موعد نهايتنا قريب جدا فلم لا نجاهد أنفسنا بالقبول والرضا وألا نزعج أنفسنا بإعطاء الأشياء التافهة أكثر مما تستحق.

 

وفي الحقيقة أجمل ما يميز هاتين الفكرتين أنهما متماشيتين مع كل المؤمنين بالله وباليوم الأخر فكلا الأمرين حقيقة لا شك فيها لدى كل المؤمنين ، وهذه هي عظمة فكرة هذا الكتاب.

 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ تحفيزي