المزاج الجيد هل بالإمكان إكتسابة؟

 

عندما تقوم بإرتشاف فنجان من القهوة بماذا تشعر ؟؟ 

تشعر بحالة من الإنتشاء والمزاج الجيد هل لأن القهوة تسبب حالة من المزاج الجيد ؟ .. الإجابة هي أنك قمت بعمل حالة  من الإرتباط الشرطي بين المزاج الجيد وإرتشاف فنجان من القهوة الساخنة وهذا الإرتباط الشرطي بالإمكان أن تقوم بتكراره مع أشياء أخرى.

فمثلا بالإمكان جعل المزاج الجيد يترتبط بالوقوف في الشرفة لعدة دقائق مثلا ، بعض الفتيات تجعل هناك إرتباط شرطي بين المزاج الجيد وتناول قطع الشيكولاته ، هي بالطبع حيلة نفسية يقوم بها الإنسان على العقل الباطن.

وتتكرر حالات الإرتباط الشرطي مع أشياء أخرى غير القهوة والشيكولاته مثل المكان مثلا فأنت تشعر بحالة من المزاج الجيد عند التواجد في مطعم مثل ماكدونالدز مثلا فقد كان الوالدين يحضرون مفاجأة لك وأنت طفل بأننا سوف نتناول الغداء في ماكدونالدز اليوم فتشعر بالفرح والسرور والسعادة وأنت صغير ما حدث هو أنك عندما كبرت في السن ظل هذا الإرتباط الشرطي موجود بالعقل الباطن فأصبح الذهاب لماكدونالدز بالنسبة لك شئ يحسن حالتك المزاجية.

 

في مقهى مثل ستاربكس ليست القهوة التي يقدمونها هي محور الشعور بالمزاج الجيد ، بل هي تجربة المكان التي أدت لحدوث حالة من الإرتباط الشرطي والمزاج الجيد ، الذهاب إلي السينما لا يشترط فيها جودة الفيلم المعروض بل هي أيضا الحالة العامة للمشاهدة في قاعة السينما هي من تخلق حالة من المزاج الجيد.

 

أتذكر أنا شخصيا الكثير من الأفلام التي شاهدتها بإنبهار في قاعة السينما وعندما عرضت على شاشة التلفاز ولأنني أتذكر كم هي كانت تجربة ممتعة فأقرر المشاهدة مرة أخرى وعند المشاهدة أجد نفسي أشاهد فيلم ممل للغاية ولا أطيق الإنتظار لمشاهدته ، الحقيقة هي أن الإرتباط الشرطي عمل مفعوله في هذه الحالة فقد كنت أظن أن المزاج الجيد كان في الفيلم الذي شاهدته ولكن الحقيقة هي في الحالة العامة للمشاهدة في قاعة السينما.

 

يعيش الناس حالة من المزاج الجيد عندما يمشون ليلا ويشاهدون أثار يوم عمل طويل وصراع وقصص وأحداث حدثت في الشوارع وبعد إنتهاء اليوم تظهر معالم هذه الأحداث في شوارع المدينة ، إن المشي ليلا مرتبط بشئ ما في الطفولة أو المراهقة أو الشباب ، فإن عشق صلاة  التراويح في أيام شهر رمضان المعظم ينبع من الجو الإيماني العام والحالة التي تحققها هذه الطقوس من حالة من المزاج الجيد ترتبط شرطيا مع حب الناس لهذا الشهر الفضيل فيظل مجرد ذكر شهر رمضان يشعر الإنسان بحالة من المزاج الجيد والسرور وإنشراح الصدر.

يستطيع الإنسان أن يمارس هذه  اللعبة من الإرتباط الشرطي على الكثير من الأشياء في حياتة فيصبح اليوم فيه الكثير من الأحداث التي يستطيع أن يقوم بعمل إرتباط شرطي بينها وبين المزاج الجيد فالعبادات مثل الصلاة والصيام والذكر وقراءة القرأن تستطيع أن تقوم بعمل إرتباط شرطي بينها وبني المزاج الجيد الذي يحقق لك إنشراح الصدر.

تستطيع أن تربط بين قدومك للمنزل وإحتضان زوجتك وأبنائك أو والدك ووالدتك وإخوانك بالإرتباط الشرطي فيصبح هذا الحدث مرادف للمزاج الجيد ، كل شئ من تفاصيل حياتك مفتوحة أمامك يمكنك أن تجعل المزاج الجيد بين أحداث حياتك البسيطة وسيلة مذهلة للعيش في حالة من المزاج الجيد.

إن الرضا والإمتنان لله الخالق يساعد كل البشر على النظر إلي تفاصيل قليلة وبسيطة جدا في حياة الناس على وقوع الإرتباط الشرطي عليها مجرد شرب كوب من الماء البارد الذهاب لشراء أغراض البيت كلها تفاصيل بسيطة لكنها عند الممتنون والراضون بقضاء الله تتحول لحالة من الإرتباط الشرطي مع المزاج الجيد.

إقرأ أيضا : مرض إفساد اللحظة