أستخدم هنا مصطلح الملل نعم الملل ، فالقراءة هواية والقراءة متعه والقراءة سبب لزوال الهموم والأحزان بل والأدهى من ذلك أن القراءة هي سبب لزوال الملل أصلا ، فيكف يصبح الشئ الذي يساعد في زوال الملل يصبح هو نفسه شيئا مملا ، هذا هو شعور الكثير من الشباب العربي اليوم تجاه القراءة فهو لا يحب قراءة رواية ويذهب لمشاهدة فيلم ، لا يقرأ كتاب مفيد ويسارع إلي اللعب بألعاب الكومبيوتر ، وقمت بعمل دراسة حول الأسباب التي تجعل الشباب العربي يمل سريعا من القراءة وقد وجدتها كالتالي :
1- الحشو المعرفي
الكتب مليئة بالكثير من الحشو عديم الفائده ، ثرثره ليس من ورائها شئ سوى أن الكاتب يعيد صياغة نفس الفكره ، أو أنه يكثر من السرد والعرض ومط الكلمات والأسطر والصفحات حتى يحصل على حجم معين من الكلمات وهو قادر على إختصار كل ذلك في أسطر معدوده.
2- الشح في الكتاب الموهوبين
طالما أننا ليس لدينا من يقرأ فبالطبع سوف لا يكون لدينا من يكتب ، الكتابة موهبة وعدد الكتاب الموهوبين اليوم قليلي العدد جدا والمقصد من الكاتب الموهوب ليس العالم أو الأستاذ أو الدكتور في تخصصه أو العلم الذي يدرسه ، الموهبة في الكتابه شئ أخر فكم هم العلماء الذين يعج بهم العالم العربي وكم كتبوا من الكتب لكن في النهاية كم من الناس يقرأ لهم ؟ .. والسبب يرجع إلي فقدان موهبة الكتابة اللذيذة الممتعة في حد ذاتها.
3- الحشو التجاري
الكتب أصبحت مليئة بالمحتوى المثير والذي يحقق فقط مبيعات وليس من المهم أن يحقق الهدف الثقافي من ورائه ، فترى كتب الغرائب والعجائب والخرافات والدجل والجنس تحقق مبيعات وإقبال أكثر من غيره من الكتب ، ويرجع السبب فيما يبدو إلي أنها تحقق المتعة المفقوة والتي لا يجدها القارئ الشاب في الكتب الثقافية الأخرى.
4- إنخفاض الوعي بأهمية القراءة
لماذا أقرأ هل لأحصل على شهادة أم على ثقافه وبماذا سأنال أو سأحقق من القراءة ما الذي سوف أجنيه عندما أقرأ الكتب ، هذه هي الأسئلة التي يسألها الشباب اليوم ، إنها حالة من اللاوعي الخطير والمخيف بأهمية القراءة وكيف أنها حياة بالمعنى الحرفي لكلمة حياة للإنسان ، وأنك تسموا وترتقي وتسعد بمجرد إتخاذ القراءة هدفا ومقصدا للأسف أن الشباب اليوم غير مدرك لهذه الحقيقة.
5- ضعف التسويق للكتب
تسويق الكتب لم يعد موجود بالصورة المطلوبة والمتوقعة ، بل يكاد يكون شبه منعدم في البلدان العربية ، إن الكتب تجدها بالصدفه في المواقع أو الترشيحات فقط من الأصدقاء ، أما أن تلاحظ أو تجد حملة تسويقية تقودها مؤسسة تعليمية أو تثقيفية بهدف التسويق لكتاب فهذا ما لا نراه.
6- صناعة الكتاب الممتع
بسبب العوامل السابقة إنتشر كثيرا الكتاب الممل الذي لا يشجع من يقلب في صفحاته على القراءة بل ينفر من مجرد رؤية الكتب ، ولا يورث حب الكتب والقراءة في نفوس الشباب من البداية.
7- إعتبار كتب التعليم هي الأكثر أهمية
وهذه هي الكارثة الحقيقية فكل الأباء والأمهات يرون الكتاب مختصرا ومختزلا في الكتاب المدرسي أو التعليمي وأنه هو المصدر الأوحد للثقافه والمعرفه ، ولم يدركوا أنهم يدمرون حب الكتاب والقراءة في نفوس الأطفال حيث أن القراءة الحرة يجب على الأباء تنميتها في نفوس أطفالهم قبل أن يربوا فيهم الإقبال على الدراسة والكتاب المدرسي.
ليست هناك تعليقات: